كتب: محمد سليمان
إن اعظم ماخلقه الله للانسان وميزه عن سائر خلقه هو عقله واكثره تعقيدا، وتعتبر من أهم القضايا الجدلية هل الإنسان مخير ام مسير؟ تلك المسألة في حد ذاتها خضعت لمناقشات فلسفية وفقهية كثيرة.
ولكني دائما كنت أخشي ان افكر في هذا الامر ما دمت لا املك من العلم ما يؤهلني ان اخوض تلك المعركة التي قد تنتهي بنتائح كارثية. ولكن ايضا بداخلي كنت ايقن ان الامر جل هل الله عز وجل بقدرته ورحمته وحبه لخلقه صنفهم قبل ان يولدوا حتي ان نتائج مصائرهم محدده من شقاء وفلاح ؟ ولكن سرعان ما كنت اردد بسرعه علي نفسي إذا لماذا الجنه والنار وارسال الرسل وانزال الكتب؟ ..في الحقيقة وجدت مسار مختلف جدا عندما بدأت اتدبر امر هام وهو العقل لماذا خلقه الله للانسان وجعل له كل تلك القدرات العظيمه ؟ وقتها بدأت اتوصل الي خيوط جديده لمعرفه مختلفه لذاك الصراع ، العقل اداة الحرية ومحرابها به ندرك قيمة وحقيقة الاشياء وبه ايضا نصل الي الله وعظمته ووحدانيته عز وجل وبه نهتدي الي طريق الحق.
فلم يأمرنا الخالق الي التدبر في الكون بل وعد العلماء بنعيم ووصفهم بأنه اكثر الناس خشيه ومعرفة للخالق لانهم استطاعوا بعلمهم ان يفهموا الحقيقة ويروا قدرة الخالق وفقا لمحدودية عقولهم.
العقل قد يكون حر يحمل صاحبه الي المعرفة في آفاق لا حدود لها كما انه يكون سبب كثير من المتاعب في الدنيا بسبب طريق الاصلاح والحرية الذي ينتهجوا ويريدوا الجميع ان يلحق بهم وهذا ما يثبت لي ان الانسان مخير لا مسير وهذا لا يمنع من تدخل قدرة الخالق في امور عديدة لحكمه عنده وايضا لفرض النظام علي مخلوقاته ،واختبارهم لتكون حجة لهم او عليهم. وهناك من لا يستخدم تلك الهبه الربانيه ويآبي ان يصل لنعيم المعرفة والحرية ويتواكلون في الدنيا ويعيشون في دور مظاليم الارض ونسوا ان الله خلق لهم عقول وسخر لهم الارض بمن عليها فصدأت عقولهم فأصبحوا كالانعام بل أضل سبيلا فأخلفوا نعاج تحدثوا في كل شئ حتي دين الله حتي وصلنا لما نحن عليه فحق علينا ما نحن فيه لانهم تملكوا امرنا في كل شئ.