السجن الذي نعيش فيه ليس ذلك السجن المحاط بجدران فولازية ، وليس ذاك القابع في الصحراء المنفية بين الجبال او القابع في اعماق الارض ، ما نعيش فيه ذلك الكهف المظلم ، جميعنا يعتقد انه حر لكونه خارج ذلك السجن بالمفهوم التقليدي ولكن الحقيقة جميعنا سجناء انفسنا نعيش في ظلمة مقيدون بتلك العادات والافكار المتخلفة نخشي من اراء الاخرين ولا نخشي من انفسنا إن اخطائنا ، نري المرأة عورة فندفنها في ظلمة الجهل ، نري الحرية والديمقراطية في فساد الخلق باسم الحرية ننشر الالحاد بحجة محاربة التطرف كيف ذاك ؟ ايها السادة الحرية لها اجنحة كالطيور لا يمكن تقيدها فهناك من خلف القضبان حرا ومن خارجها سجين ، ايها المجتمع الجاهل ايتها الامة التعيسة افيقي اطلقي اجنحة افكارك للحداثة اقتلي ذلك الحيوان غريز الشهوة . الجهاد ليس قتال بقدر ما هو مقاومة اعيدوا عروبتنا اعيدوا شرفنا احيوا صلاح الدين بداخلنا اقتلوا الظلم القابع بأنفسنا اطلقوا سراح ضمائرنا في مجتمع سجن فيه الضمير ونفي في الصحراء ليسود الفساد بيننا ، كيف تطلبوا من أمرأة ان تلد حر وهي سجينة في جهلكم جعلتوها عورة فقتلتوا عقول قبل ان تولد وهدمتوا امة سادة لقرون ليس برجل فقط ولكن برجل وأمرأة حاربة وجاهدة وانجبت رجال سادوا العالم بأمة حررت ضمائرها حررت عقولها ، اعيدوا الينا الخنساء لتعلم نسائنا قوة الايمان درسوا لبناتنا شجاعة اسماء وحياء الزهراء وحب عائشة واخلاص خديجة قبل ان تعلموهن ان لا تخاطبن الرجال قبل ان تعلموهن جدال النقاب فريضة ام سنة ، علموا اولادنا ان المرأة هي المجتمع هي الام هي الحبيبة هي الزوجة والبنت هي منبع الحنان وليست مجرد مفرغ لشهوة بالية اجعلوهم يقدسوا حيائها ورجاحة عقلها قبل جدال عملها حلال ام حارم ، ايتها الامة التعيسة اصبحت كل الامور تقاس بميزان الحلال والحرام والغريب ان مساجدنا خالية وفقرائنا في الشوارع يتسولون تركتوا اركان الدين وتمسكتوا بمظاهر ، انها المرأة من سمي بها سورة في القرآن وضرب بها المثل في الطهارة والعفة ، انها المرأة في امة رفع شأنها دينها ونبيها واهانها رجالها ، اطلقوا سراح نسائنا فالمرأة هي عنوان تقدم الامم والشعوب وهي اداة نهضتها ...