1 قراءة دقيقة
في سبيل الحرية

كتب: أحمد عابدين 

في سبيل الحرية القصة الفائزة بالجائزة التشجيعية الأولي في مسابقة تكملة قصة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، حيث كتب بدايتها ناصر في مرحلة الثانوية العامة ثم أكملها فوزي شاهين بعد سنين عدة.

تدور القصة  في عام 1807 عندما حاول البريطانيون إحتلال مصر ظناً منهم أن هذا البلد بعدد سكانها الذي لايتجاوز الثلاثة مليون سوف يصبحوا مضغة سهلة لهم لقد دخل الأنجليز مصر عن طريق الإسكندرية  حتي أصبحت قطعة من جحيم ونار المدفعية البريطانية ، لقد بثوا النار في قلب المدينة وقلب أهلها ،

لم يتأخر الواجب الوطني عن أهل مصرللدفاع عن  أرضهم عن  طريق  مراد باشا البطل في صد العدوان الأجنبي ، كان قائدهم السير ولنجتون ،والظابط برسي ، وكانت ساحة المعركة هي الحماد ورشيد ، تناوبت الهجمات من كلا الطرفين ، ولكن إستبسال المقاومة المصرية بأسلحتها البدائية حينها ، بالسيوف والنبابيت ، وبعض البنادق التي سُرقت من الجنود الإنجليز تحاول أن تصد شياً أمام المدافع الثقيلة والبنادق الحديثة التي كان يمتلكها الإنجليز .

رُبطت الرواية الوطنية بالرومانسية التي ستأتي تباعاً ، فالتمسك بالحب لايقل شيئا عن التمسك بالوطن ،إن الشئ الوحيد الذي يرعب البريطانيين بعد شجاعة  المصريين هي الخرافات التي يصدقونها ، كانت المقاومة المصرية ذكية لبعض الشئ فبثت الخرافات في عقول المُحتل بخرافة (الشبح) فقد كانوا يعتقدون أنه ليس بإنسان بل إبليس إنه يخترق خطوطنا ويعرف خططنا وينقلها لمراد باشا ، ومع ذلك لانستطيع القبض عليه أو محاربته !

لم تخلوا تلك المعارك من الجواسيس الذي نسوا فضل تراب هذا الوطن حتي لو لم يولد فيها ، الجاسوس (566)  قطان باشا المستوطن برشيد من أهل أرمينيا ولكن عندما فقدت إستقلالها حضر إلي مصر وتجنس بالمصرية وإعتنق الإسلام ، كان من أكبر المرابين في المدينة كان يخرج أمواله بفوائد فادحة ومن كره الناس إبتعد عنهم وبني له قصرا في بداية المدينة ويتبع القصر المزرعة الخاصة به ، وكان لايمتلك شئ آخر بعد دنائته غير إبنة وحيدة توفت أمها إسمها مريم ، التي كانت عكس والدها  من حسن الحظ إنتقلت إليها جينات العزة والكرامة المصرية من أمها .

الشبح : كان عمدة المدينة التي يسكن بها قطان باشا هو طاهر بك ، هذا العمدة الذي صرف جميع مايملك لشراء الأسلحة لمحاربة العدو ، الذي يمتلك ولدان إبراهيم ومحسن ، محسن الذي كتب كتابه علي إبنة أحد أعيان البلد وقد تم وقف إعداد الزواج حتي يُقضي علي العدو ، أما الآخر فهو إبراهيم الذي لم يختلف كثيرا عن والده كان قوي البنية وخشن الصوت وطيب القلب ، كان يقوم بتدريب المقاومين ومساعدة مراد باشا ، طاهر بك إجتمع الحظ أن إحتاج لأموال لمساعدة المقاومة ، فوجد نفسه أمام مراد باشا ، لم يكن مراد باشا طيب النية كان يحاول التقرب منهم ومعرفة ماذا يخططون ونقلها للمعسكر البريطاني فهو جاسوس مدلل عندهم .

لم يقتصر الشيطان قطان باشا علي ذلك بل عرض علي طاهر بك زواج إبراهيم من إبنته مريم ، فهو يعلم أن إبراهيم هو عامل أساسي في تلك المعركة الحاسمة ، طاهر بك الذي إندهش من ذلك بحسن نيته ، كان قطان باشا لايستطيع أن يجلس مع الفلاحين فكيف يقدر علي رائحة ملابسهم وكان دائما يضع المنديل علي أنفه ، بينما مكانته في معكسر البريطانين ماهو إلا خنزير مليئ البطن ينقل لهم الأخبار مقابل المال ‘ كان قطان باشا يفعل كل ذلك من أجل مكافأة كبري في حالة دخول الإنجليز لرشيد وحماد ومن ثم يرجع إلي أرمينيا .

لم يكن إبراهيم بالشخص السهل فقد كان يعلم بأن هذا الفعل من وراءه عمل خبيث ، فقد كان يتتبع قطان باشا عندما كان يتنكر قطان بزى أعرابي ويدخل لصفوف معسكر الإحتلال ، فقد كان يجاريه  حتي يضلله .

"مريم" تلك الفتاة الجميلة الهادئة التي كانت تريد أن تتخلص من أفعال والدها ، عرض أبوها إتفاقه مع طاهر بك ، قال لها أنها مجرد خوبطة مع ذلك الشاب وممكن أن يموت قريبا يتحدث قطان باشا بسخرية وضحك مستمر لتسأله مريم كيف ، قال لها قريبا سينتهي كل شئ ونرجع إلي أرمينيا ومعنا الأموال الكثيرة ، سوف أذهب لمعسكر الإنجليز لنضع الخطط النهائية لحسم المعركة الكبري ، مريم لم نهدأ ونادت علي وصيفتها خديجة لتبحث عن إبراهيم بأي شكل ، نعم لم يتحدثا من قبل ولكن حس مريم الداخلي دفعها لآن تفعل المستحيل .

صارت وصيفتها تبحث هنا وهنا حتي لاحظت إبراهيم يخرج من باب المسجد قالت له مريم إبنة قطان باشا تريد أن تتحدث معك سوق تنتظرك خارج القصر وبعيد عن أعين الناس ، ثارت الشكوك في قلب إبراهيم ويسأل نفسه ماذا تريد هل حيلة أخري من قطان باشا ، مريم نعم أراها من بعيد وقلبي يرتجف عندما أنظر إليها ، ولكن سوف أذهب وليكن مايكن .

وصل إبراهيم للمكان المتفق عليه وتقرب قليلاً بصوت خافت ماذا تريدين يامريم ، قست مريم علي قلبها وما بداخلها وأخبرته بما سوف يفعله أبوها أنه يريد التقرب عن طريق زواجنا ليعرف أخباركم وينقلها ، إبتسم إبراهيم وأخبرها أنه يعلم ، ولكن لماذا توشي بوالدك لماذا علي أن أثق بك ، مريم أخبرته بمساوئ والدها  ولم تكتفي بذلك أخبرتها أن عزلتها عن البشر بحصن أبوها المبتعد عن المدينة كرهت الوحدة والعزلة ، شددت عل حب هذا الوطن أليس وطن والدتها التي كانت تعاني من سوء معاملة زوجها لها .

ذهب قطان باشا وترك إبنته وبات في معسكر الإنجليز ، لصباح يوم المعركة بدأت الحملة في السير نحو المدينة بقيادة السير ولنجتون ، والصمت سيد الموقف ، والهدوء يعم الأركان لقد أصبحوا علي مشارف المدينة ولم يتعرض لهم أحد حتي بدأو بالدخول للمدينة وتم التوقف قليلاً وينظر السير ولنجتون حوله وهو في موضع التكبر ، وبدأ يتلقي التهنئات من الظباط والجنود ، ودخل إلي قلبه بعضا من الغرور ويقول لنفسه لقد خاف الفلاحون من أسلحة التاج البريطاني ، وبدأت الحملة تتحرك ويراقبها من خلف الشبابيك العيون المتربصة لموعد الإنقضاض ، حتي وصلوا إلي منصف المدينة وأشار السير ولنجتون بعينيه إلي أحد الجنود بأن يرفع العلم البريطاني وماهي إلا لحظة وأصبحت طلقات المقاومة تحاصر الجنود من كل مكان ، لقد أمطروا برصاص أشفي قلوب المصريون ، إنهم يرون التكبر والغرور راكعا أمام كرامتهم ، ومات السير ولنجتون وهُزم أشد هزيمة ، وكان الشبح هو محسن أخو إبراهيم كان سريع الحركة وكان هذا دوره مع المقاومة فهو لم يمسك سلاح قط ، وأما الشبح المزيف هو إبراهيم .

لقد عرضت بعض المقتطفات الوجيزة من الرواية النادرة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، لم يكن زعيما فقط بل كان فنان يحمل حس الوطنية في فنه ، لتكون مصر دائما صاحب الريادة في تصدير قصص الشجاعة والكرامة ، وحب هذا الوطن ، نعم نحن نمضي ونثور ونحاول أن تكون مصر في سبيل الحرية .

تم عمل هذا الموقع بواسطة