1 قراءة دقيقة
سينتيا الفليطى: عداوة علي مين والعرب تايهين

كتب:سينتيا الفليطي

إذا أردتم أن تعرفوا الحقيقة أيها العرب المقسومون، إقرؤوا التّاريخ. أميركا وإيران ليسوا أعداء، هم يتقاسمون العداء.

أميركا وإيران، عداوة على مين والعرب تايهين!

البداية مع وصول الخميني إلى السلطة، فمن الذي أوصل الخميني إلى السّلطة؟ 

ألم يلتقِ إبراهيم يزدي (مستشار الخميني) وارن زيمرمان (الدبلوماسي الأميركي) في يناير ١٩٧٩ في باريس ليرتّبا لعودة الخميني بعد تسهيل أميركا سقوط الشّاه ؟ ألم يرسل الخميني بتاريخ 5 يناير ١٩٧٩ رسالة مطمئنة إلى واشنطن، تنص على أنه “يجب ألا تكون هناك أي مخاوف على النفط، وليس صحيحاً أننا لن نبيعه إلى الولايات المتحدة”، وأضاف فيها “نبيع نفطنا لمن يشتري بسعر عادل، وسيستمر تدفق النفط بعد قيام الجمهورية الإسلامية إلى العالم” مضيفا “إيران بحاجة إلى مساعدة الآخرين، لا سيما الأميركيين لتطوير البلاد”؟ ألم تشير وثائق المحادثات بينه وبين الإدارة الأميركية أنه قد قال بالحرف الواحد "أعتقد أن الوجود الأميركي في إيران أمر مهم للغاية وذلك لمواجهة النفوذ السوفييتي الملحد وبريطانيا”؟ أشاء القدر أن يعود الخميني إلى طهران في ١ فبراير ١٩٧٩، أي قبل ١٠ أيام فقط من انهيار حكومة بختيار في ١١ فبراير ١٩٧٩ ؟ ألم يكتب نائب مستشار الأمن القومي ديفيد آرون في ٩ يناير ١٩٧٩ إلى زبغنيو بريجنسكي “أفضل ما يحدث من وجهة نظري في إيران هو انقلاب عسكري ضد رئيس الوزراء شهبور بختيار ثم التوصل إلى اتفاق بين الجيش والخميني الذي أطاح بالشاه”؟ ألم يقل بعدها بيومين الرئيس جيمي كارتر للشاه “عليك ترك إيران على وجه السرعة”؟ 

عن إحتلال إيران لأربع عواصم عربيّة : عداوة على مين في العراق؟ ألم تحتل إيران ٤ عواصم عربيّة بضوء أخضر أميركي؟ ألم يتواطؤوا لإسقاط نظام صدّام حسين في العراق؟ ألم تصب الحملة العسكرية الأميريكية الضخمة على البنية العسكرية العراقية في مصلحة إيران؟ ألم يُضعف  الحصار الإقتصادي الأميركي الشديد قدرات العراق في مواجهة المد الإيراني؟ ألم تستغل الولايات المتحدة في سياستها البعد الطائفي لدى شيعة العراق لتقويض النظام العراقي ورفع مستوى التعاون مع إيران في سبيل تحقيق مشروعها بعزل العراق وتغيير النظام السياسي؟ ألم يكن التدخل العسكري الإيراني عام ١٩٩١ لصالح القوات الأمريكية في العراق؟ ألم يقحم الإيرانيون عشرات الآلاف من المليشيا المسماة بقوات بدر إلى العراق للتأثير على الأمن القومي العراقي وتأجيج الطّائفية؟ 

وكي لا ننسى، ألم تقاتل المليشيات الإيرانية على الأرض العراقية تحت غطاء جوي من قبل التحالف الدولي بقيادة أمريكا بحجّة محاربة داعش؟ وأكثر من ذلك، ألم تتّسع ساحة الحرب البرية في العراق للقوات الأمريكية البرية وقوات الحرس الثوري الإيراني على حدٍّ سواء؟

عداوة على مين في سوريا؟

عداوة على مين يا يرعاك الله! أَبتلعت إيران سوريا رغما عن أنف أميركا وإسرائيل؟ ألم تكن إيران في أفضل حالاتها قبل الخروج الأميركي من شمال سوريا؟ ألم تفضّل بقاء الأميركان على الدّخول التّركي؟ ألم تنشر وول ستريت جورنال أن انسحاب أميركا من سوريا هو مزيدا من المعاناة لإيران؟ ألم يجتاز قاسم سليماني أكثر المناطق خطرًا على إسرائيل لحماية نظام بشار الأسد؟ ألم يصل إلى الجولان ؟! أكانت العناية الإلهيّة ترعاه أم كان مقطوع الستالايت حينها لدى نتنياهو ولم يراه؟ ألم يُجيب الجنرال في الجيش الإسرائيلي "غيرشون هيكوهين" عندما سُئِل عن السبب وراء عدم اغتيال قاسم سليماني حتّى الآن بأنّه "من الأفضل لإسرائيل وللجيش ربما، الاحتفاظ بالعدو الذي تعرفه من أن يأتي رأس جديد للهرم"؟ ألا يرى الإيرانيون الشركات الإسرائيلية التي تنقّب عن النّفط في الجولان؟

عن الصراع اليمني-السّعودي. عداوة على مين؟

ألم يستنزف ترامب السعوديّة ومالها بحجّة حماية بواخر النّفط؟ ألم يعترف السيناتور الأميركي كريس ميرفي بأنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم استخدام ثغرة قانونية وتصاعد التوترات مع إيران لبيع القنابل للسعودية؟ ألم يصرّح ترامب على الملئ أنّه سيسدّد ديون أميركا عبر استنزاف السعوديّة والخليج في الحرب مع إيران؟ ألم يعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قراره باستخدام قانون الطوارئ لإبرام 22 اتفاقية حول بيع الأسلحة إلى الأردن والإمارات والسعودية بمبلغ إجمالي قدره 8.1 مليار دولار "لردع العدوان الإيراني"؛ عدا عن الأسطول البحري ولم يردعوا "طرطورين ونص" يحتجزون البواخر؟ ألم يهدّد روحاني الأميركان ويتوعّد لهم من قلب البيت الأبيض وعاد سالما غانما إلى دياره؟ أكان جريئا إلى حدّ الإنتحار أم أنّه كان يؤدي دوره في المسرحيّة؟

أمّا عن لبنان، ألم تسمع الإدارة الأميركية أنّ السيد حسن نصرالله قال لهم "مصاري حزب الله مش بلبنان، وشو ما صار نحن بيضل معنا ندفع معاشات"؟ أين جديّة الإدارة الأميركية بإنزال عقوبات وفرض قيود على أموال ليست أصلا في لبنان؟ ما عادت "عوقتهم هلق إلا المنع من السفر يا أميركا"؟! ألم تتباهَ قيادات الملالي بأنّهم يزدادون قوة بعد كل مسرحية عقوبات وقيود أميركيّة؟ 

 فلنسأل نفسنا ؟عداوة على مين والعرب نايمين..!

تم عمل هذا الموقع بواسطة