كتبت:سينتيا الفليطي
" لا يمكننا تحقيق أحلامنا ما لم يكن لدينا إيمان راسخ بأنّ الأحلام تتحقق. والمكان الأول الذي نعثر فيه على هذا الإيمان هو داخلنا. لا أحد سيؤمن بك إن لم تكن مؤمنا بنفسك، ولا أحد سيقتنع بك إن لم تكن مقتنعا بنفسك.
العدو الأول الذي يحول دون تحقيق الأحلام هو الخوف. كثيرون هم الذين أخذوا أحلامهم معهم إلى المقبرة لأنهم خافوا من المجهول أو الفشل أو كلام الناس أو الخيبة أو التنمّر...
جميعنا على الأغلب يعرف نظرية تحقيق الأحلام، فلماذا لا يحالف النجاح الجميع؟
بكل بساطة، لأنه لا يحالف إلا الذين انتصروا على عدوه، الخوف.
يدفع المرء أثمانا باهظة من الجهد والتعب وتحدي مخاوفه يوميا حتى يحقق أهدافه. فقط الذين يتعبون، يعرفون معنى التعب. وفقط الذين يصبرون يعرفون معنى الصبر. أما معنى الفشل، فالناجحون هم أكثر من يعرفونه.
من مقومات النجاح أيضا عدم الإكتراث لكلام الناس. فلا أحد على الإطلاق يقاوم نيابة عنك يوميا حتى يثبت لك أنك تستطيع تحقيق ما تريد. ولكن لا يعني ذلك تجاهل آرائهم أو التعالي عليها.
فمن الحكمة أخذ النصيحة من الذين يحبوننا لكن دون أن يختاروا لنا حياتنا. فيخسرون أدوارهم في الحياة ونخسر أدوارنا.
من الحكمة أيضا الحذر من الخبثاء، لكن دون أن نعاملهم بالمثل. ليس لأنهم لا يستحقون هذه المعاملة بل لأن الطيّب هو من لا يستحقها.
التسامح سمة أقوياء النفوس. أما النسيان، فلمن استطاع إليه سبيلا. يقول البعض أن النسيان نعمة، لكنني أعتقد أنّ الذاكرة أداة جيدة أيضا كي لا نُلدَغ من الحجر مرتين، شرط أن نحسن استعمالها، فنعتبر من تجاربنا السيئة وأخطائنا، ونتخذ من تلك الجيدة الحافز والدّافع. لا يجب أن نكون بخلاء أيضا في مسامحة أنفسنا، لكن دون أن نظلم الآخرين أو نتعمّى عن الحق، بل بالتّعلم من أخطائنا ومحاولة تصحيحها إذا أمكن أو عدم تكرارها على الأقل.
من مقومات النجاح أيضا عدم الإستهانة بالخلق، خاصة الخصوم منهم، ولا التعالي على الضعفاء، لأننا جميعا ضعفاء في مكان ما.
التواضع والحذر من المبالغة في حب الذات مقوّم أساسي لاكتمال النّجاح. ولا أعني هنا عدم تقدير الإنسان لذاته، بل أن يظل هذا التقدير في السياق الصحي الطبيعي الذي يدفعه للمضي قدما وليس العكس.
أخيرا وليس آخرا، العدو الأهم للنجاح هو الخوف من الفشل. قال لي صديق ذات مرّة، الجمود الذي يسبّبه الخوف هو الخطر الحقيقي على تحقيق الأحلام وليس الخطأ.