كتب: أحمد عابدين
جزيرة إيبيريا أو أسانيا والبرتغال حالياً ، كانت تحت حكم الرومان حتى إستولي عليها البربرية الجرمانية ومن بعدها قام القوط بالإستيلاء عليها من البربرية الجرمانية ، فكر العرب في فتح الأندلس وفي عام 92هجري قام طارق بن زياد بفتح الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة ومن بعده موسي بن نصير لقد إستغل المسلمون النزاع الديني والسياسي بين الأسبان والرومان المستوطنين ، لم يكن الفتح العربي للأندلس إحتلال بل كان حركة تحرير الشعوب الأسبانية من الصراعات المختلفه ، كانت الدولة الأموية في أزهي عصورها ونتج عن هذا الفتح حضارة أندلسية مزدهرة وأصبحت شبه الجزيرة يتعايش في سلامها العرب والبربر والأسبان والروم وأحسن العرب سياسة أسبانيا أو هسبانيا وحرص المسلمون علي تنفيذ وعودهم لأهل الذمة وكثر بناء الكنائس وإنتشرت صور التسامح الديني والإنساني ، وتفوق عرب الأندلس في العلوم الطبيعية والتطبيقية والتجاره والصناعه عن أهل المنطقة العربية ، وأصبح الأسبان من يتعلم منهم ويحفظ بعض الكلام العربي يتفاخر به وسط أهله ،وظل العرب سادة البحر الأبيض المتوسط ، كان يضم الأندلس ثماني عشر مقاطعه أو تقسيمه إداريه ، وأصبحت العمارة الأندلسيه تحف معماريه ومن أروع ماشيدوه هو مسجد قرطبة ،ولكن كما هو حال الدول وقعت الأندلس من أيدي العرب لأسباب كثيرة من الناحية الأولي وهي وقوع الدولة الأمويه وبدأت الدولة العباسية في الظهور ، والمبالغه في أمور الدنيا من الترف واللعب والصراع الداخلي داخل الدولة الأندلسية حيث كان حكام المقاطعات يستعينون بالأعداء في الصراع الداخلي بينهم من تنازع العرب والبربر، وإبتعد العلماء عن دورهم الأساسي في الدعوه والإصلاح ، ولما بدأ فتيل السقوط أصبحت شبه الجزيرة الإيبيريه إلي إحدي وعشرين مقاطعه ومن هنا إستغل الملك فرديناند هذ الضعف وإستولي علي العديد من المدن بدأت بسقوط مدينة بامبلونا عام 748 هجري ثم برشلونه وسنتياغو ومدريد ومرورا بمدينة طليطلة عام 1085 هجري وإنتهي الأمر بسقوط العاصمة غرناطة عام 897 هجري والذي وقع حينها الملك أبوعبدالله الصغير معاهدة إستسلام مع الملك فرديناند وإيزابيلا وإنتهي الحلم العربي في شبة الجزيرة الإيبيرية .
سقوط الأندلس كان مريراً علي العرب لفقدان أرض وركن كبير من حضارتهم كان في يوم هو عمود حضارة هذه الأمة ومنارة العلم في العالم هذا الوقت ،من زخم العلماء في هذه الدولة أمثال : أبا علي القالي ، والعالم المغربي محمد بن الحارث وأشتهر فن الموشحات علي يد مقدم بن المعافي ،وعلم الطب أشهرهم ابن البيطار ، وعلوم الفلك وغيرها .
علي الرغم من الوصل إلي القمة لتلك الحضارة إلا أن التخلي عن الأهداف والمبادئ التي تقوم عليها الدول تؤدي إلي تآكلها ومن ثم سقوطها ، النزاعات والطمع علي الأوطان يؤدي إلي هلاكه وغياب العدل هو العامل الرئيسي في هذا السقوط ، التاريخ كأنه يحدثنا بما مضي لكي نتعظ بألا نتخلي عن العدل والمبادئ الهادفة والمساواة ، كأن التاريخ جاء إلينا في صورة رجل لكي يذكرنا بأننا في يوم كنا عظماء.
وصفها أحد قادة الجيوش " شامية في طيبها وهواءها ويمنية في إعتدالها وإستوائها وهندية في عطرها وذكائها وصينية في معادن جواهرها وعدنية في منافع سواحلها " رسالة إلي الخليفة الأموي