منذ شهور داخل الدولة السودانية كانت هناك اصوات تنادي برفضها التدخل المصري في الشأن السوداني ، بالرغم من ان مصر لم ترسل سوي افراد من القوات المسلحة لتدريب عناصر الجيش السوداني وفقا لاتفاقيات متعددة ، مصر لم تتأخر يوم عن دعم الدولة السودانية بحميع انواع الدعم اللوجيستي باعتبار ان السودان أمن قومي للدولة المصرية غير الجيرة والنسب والأرض الواحدة ، ومع ذلك لم يتهني الأشقاء بتلك المميزات ولما لا ويجمعهم نهر النيل وهو كلمة السر في تلك الأزمة ، فان الجيش السوداني النظامي معروف امام العالم بالمنظمة المعترف بها دوليا ، لاشك انه تم استغلال ضعف الدولة السودانية بعد الثورة السودانية ، وأصبحت هناك قوة موازية للجيش السوداني وهي قوات الدعم السريع المدعومة من دولة عربية وقوي غربية ، لماذا تم إنشاء تلك الفرقة المسلحة ، من المعروف داخليا لايجوز ان يكون هناك قوي موازية لقوة جيش الدولة والا اصبحت تلك الدولة تعاني من ويلات الحرب الأهلية ، لاشك ان حميدتي قائد الدعم السريع تلقي دعما كبيرا من القوي السابق ذكرها بالإضافة الي إثيوبيا الداعمة له ، ولما لا إثيوبيا كان يقلقها جدا التقارب المصري السوداني الذي بدأ يعيد المياه الي مجاريها ، خوفا من اي عمل عسكري ضد سد النهضة الذي نجزم انه بني لاسباب منها إخضاع مصر عن طريق المياه واللعب على الوتر الحساس للمصريين ، فهو شريان الحياة لمصر والسودان ولكن يجب ان يدرك السودانيين ان الوقوف بجانب مصر امر مهم وليس الوقوف بحوار اثيوبيا ،منذ بدأ الأزمة السودانية اغلقت إثيوبيا حدودها في وجه الشعب السوداني ، عكس ما فعلته مصر من فتح لمعابرها البرية امام النازحيين السودانيين ، لم يقتصر الأمر على ذلك بل تلقت مصر رسائل من الإدارة الأمريكية بعدم التدخل في الشأن السوداني ، مع ان هذا الأمر يعد مهما لمصر ، لماذا تواصلت الإدارة الأمريكية مع المملكة العربية السعودية والامارات في تلك الأزمة متجاهلة دور مصر، كل هذه الأمور تدعونا للتفكير قليلا حول مايحدث علي الحدود المصرية وان نعلم جيدا بعد كل تلك الأمور من المستفيد من تلك الازمة ، وهل ماحدث في السودان انذار لمصر بعدم القرب من سد النهضه ولكن علي تلك القوى ان تدرك ان مصر ان تقف صامتة امام مايحدث حدودها الجنوبية وان نهر النيل هو شريان الحياة للمصريين ، فلن يقفوا صامتين امام ذلك .