عندما يموت شخص قريب منا ومن وحياتنا بالتأكيد نشعر أن الدنيا كم هي حقيرة وفانية كم هي لاتستحق منا أن نتعب من أجلها أن نحارب بعضنا من أجلها ، حقيرة ومادية كم هي مليئة بالشرور والحقد والغل والنفاق الظاهري ، هذا الشعور يأتي دائما عندما يفقد الشخص إنسان عزيز عليه كيف يصبح يومه الثاني بدون أن يراه بدون أن يجلس معه ، فقد فقد بعض الرفاق في حياته ، دائما يتعب الإنسان ويكون في أسوأ حالاته عندما يفقد أبواه فهو في الدنيا مسند عليهم ، كضهر اراح عليه مهما بلغ من المناصب ومن الدنيا ومن الأموال ومن الخيرات ، هذا أمر وشئ محتوم من رب الكون ووصيته للأب والأم ، لا أتخيل يوما بدونهما ولا أي إنسان في هذه الدنيا ، ولكن هذا أمر ليس إختياري بل هو سنة الله في كونه لإكتمال الحياة البشرية ، مايؤلمنا هو الغياب لروح تلك الأشخاص ، فقدان الأحبة ، عندما تربي حيوانا ويظل معك سنين من الدهر ثم يموت ، بالتأكيد ستحزن على فراقه ، مابالك بالإنسان ، وأيضا يزيد هذا الفراق إذا كنت مغتربا من أجل الرزق وأنت لاتسطيع أن تحضر جنازة أو تنظر النظر الأخيرة ، بل أيضا أنت دائما نقول لم نخلق في بلادنا لكي ندفن في بلاد أخري ، أرض الله واسعة وواحدة ، ولكن الموطن له بريق خاص من ذكريات جميلة وتعيسة عشتها في هذا المكان ، ألم يبكي رسول الله عندما خرج من مكة وهو على أمل الرجوع لها .. هي أشياء نفيسة لاتشتري ،كذلك يحزنني إذا توفي شخص في أرض غريبة عليه ، كم هو كان بائسا في حياته وفي مماته ، وكم من شخص مات نفسيا كم أن يموت جسديا من هموم الحياة ومن مفارقة الأحبة إذا فهي حياة واحدة لماذا لانعيشها بمرها وحلوها في مكان يخلد تلك الذكري ، ألانستحق أن نأخذ من الدنيا مثل ماتأخذ منا ؟ولكن لابد أن نفكر في الحياة الأخري البريئة من المشاكل والهموم والكذب والحقدوالغل والنفاق ، بالفعل فالراحة ليست في دنيانا حتي لوكان يملك مال قارون ..