أحمد عابدين :
تشهد المنطقة العربية العديد من الصراعات العسكرية سواء كان التدخل داخلي أو خارجي من الغرب ، لايخلو البحر الأحمر من منطقة صراع وإظهار القوة للمنظومة العسكرية للدول ، لما له من أهمية ضرورية من الشمال توجد قناة السويس أهم القنوات الملاحية في العالم ، وفى الجنوب مضيق باب المندب والذي بسببه يشهد صراع أمريكي إيراني خليجي علي أرض اليمن ، يشهد اليمن معارك ضارية بين الحوثيين والتحالف العربي ، نجد أن القوات الحوثية المدعومة من إيران والتحالف العربي الذي تقوده السعودية لم ينتصر أياً منهما حي الآن علي أرض الواقع والمتضرر من هذه الحرب هو الشعب اليمني من قتيل ومشرد وتخريب البنية التحتية للوطن ومن مجاعات حذرت عنها منظمة حقوق الإنسان ، لم يكتفي الصراع في منطقة البحر الأحمر على التدخلات الخارجية بل هناك دول مثل الكيان الصهيوني فهو أول من أنشأ قاعدة عسكرية علي أرض إريتريا ، ومن بعده الولايات المتحدة الأمريكية التى لها قاعدة عسكرية (معسكر ليمونة) في جيبوتي ، ولم يخلوا التواجد العسكري من تركيا التي لها قاعدة في الصومال، وبدأت الدول العربية بأخذ طريق الدول الغربية حيث أعلنت المملكة العربية السعودية إعتزامها عن
إنشاء قاعدة عسكرية على أراضي جيبوتي تزامنا مع تطور لافت للعلاقة بين البلدين في شتى المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية، ومنذ أيام أعلنت مصر
عن إنشاء قيادة الأسطول الجنوبي، بعد رفع العلم المصري على حاملة مروحيات ميسترال "جمال عبد الناصر"، يشي بإدراك مصر خطورة التحديات التي يواجهها الأمن في البحر الأحمر.
يأتي ذلك في ظل تزايد مناطق النفوذ والصراعات في الشواطئ المتقابلة على البحر الأحمر، وتدخل العديد من القوى الدولية للحفاظ على مناطق نفوذها، وإنشاء قواعد عسكرية ومناطق ارتكاز باتت ضرورية للعديد من الأطراف المتشاطئة مع سواحل البحر الأحمر أو المرتبطة بمناطق النفوذ في المنطقة.
ولا شك في أن الأوضاع في البحر الأحمر؛ حيث تحولت المنطقة إلى ساحة للتنافس الدولي، وهو ما ترى فيه مصر تهديدا مباشرا لأمنها القومي. إذ إن تلك المنطقة تشكل البوابة الجنوبية لقناة السويس، ومن يتحكم بها، يتحكم ولا شك بحركة الملاحة في القناة بما أن استمرار الحرب اليمنية، والتنافس السعودي-الإيراني، على مناطق النفوذ في البحر الأحمر يضاعف من حجم التحديات بين البلدين في المنطقة، ويؤكد أهمية السعي المصري لإنشاء قيادة الأسطول الجنوبي في البحر الأحمر، وهو اهتمام بدا واضحا في المناورات العسكرية التي سبق أن أجرتها مصر مع الجيش الروسي هناك ، فهل سيكون البحر الأحمر أرض معارك رسمية أم أنه مجرد إستعراض القوة العسكرية للدول .